مرحلة المراهقة هي المرحلة الثانية في حياة الطفل. حيث يعيش خلالها تغيرات فيزيولوجية قصوى. ويلاحظ التغيرات التي تحصل له ويواجهها في الواقع.فهي مرحلة تتّسم بالنموّ السريع والتجدّد المُستمرّ في جميع المظاهر النمائيّة، فهي بداية تَرقى بالفرد إلى مرحلة النضج واكتمال نموّ أطواره، وتتوسّط بين مرحلتين؛ الطفولة السلسة الأليفة وبين مرحلة النضج واكتمال النمو، فيبدأ الذكر بالإنتقال من مرحلة الطفولة إلى الرجولة، وكذلك الفتاة فهي تسير إلى مرحلة اكتمال أنوثتها، ومنها إلى مرحلة الشباب والنضج.
مرحلة المراهقة ليست متماثلة أو موحدة في وقت حدوثها وطبيعتها. هنالك من يعيش التغيرات الفيزيولوجية المميزة لسن المراهقة في بداية هذه المرحلة، وهنالك من يعيشها متأخرا. من المهم أن نذكر أنه ليست هنالك بالضرورة علاقة بين التغيرات الفيزيولوجية التي يعيشها الفتى أو الفتاة في سن المراهقة وبين التغيرات النفسية والسلوكية التي يعيشونها في الوقت نفسه. على الفتيان والفتيات التأقلم مع مميزات سن المراهقة المختلفة، أحيانا معا، أو لوحدهم في أحيان أخرى.
الناحية الفيزيولوجية
ينخفض موعد مرحلة المراهقة باستمرار. وهو ينخفض، أحيانا، من جيل إلى اخر، لكنه ينخفض اليوم بسرعة أكبر. إذا كانت مرحلة المراهقة تبدأ في الماضي في سن 15 – 16 عاما، فهنالك من يدعي اليوم بأن هذه المرحلة تبدأ في سن 10 سنوات – 12سنة. ويكمن سبب ذلك في ظاهرة السمنة الشائعة لدى الفتيان والفتيات في المجتمعات الغربية بشكل خاص، ما يؤدي إلى نضوج فيزيولوجي مبكر، إضافة إلى حقيقة أن الفتيان والفتيات يعيشون اليوم نضوجا جنسيا مبكرا نسبيا.
مرحلة المراهقة المبكرة
يُقابل هذا السن المرحلة الإعدادية، وتتميّز بالنموّ المُتسارع في جميع مجالات النموّ الجسميّة والجنسيّة؛ فتبدأ عملية البلوغ ومُؤشّراتها العضويّة وظهور الصفات الجنسيّة، واستمرار تتابع هذه التطوّرات يُعرِّض المراهق إلى الكثير من الضغوط النفسيّة؛ فيُعاني من اضطراب المهارات التكيفيّة مع نفسه ومُجتمعه، فيميل إلى الانطواء والعزلة، ويُصبح شديد الحساسيّة تجاه أيّة مُلاحظة تُوجَّه إليه وخصوصاً تجاه مظهره، بالإضافة إلى حالات من عدم التوازن والانفعالات الحادّة والمُبالَغ فيها.
مرحلة المراهقة الوسطى
يمر المراهق في المرحلة السابقة بالكثير من الاضطرابات وسرعة النموّ الداخليّة، يُصبح المراهق في هذه الفترة أكثر هدوءاً وتكيُّفاً مع استمرار النمو لكن بسرعة أقل، بالإضافة إلى اتّضاح رؤيته لاتّجاهاته، و ظهور مشاعر التمرّد تجاه السلطة العليا أو تجاه كل من يمسّ استقلاليّته والحفاظ عليها من خلال الشعور بالمسؤوليّة المُجتمعيّة، والميل إلى تقديم المساعدة للآخرين، وأنّه صاحب دور مُهمّ في محيطه.
المراهقة المتأخرة
يصل المراهق في هذه المرحلة إلى اكتمال النضج الجنسيّ والجسميّ، إلا أن نموّه العقلي يستمرّ في حتى نهاية هذه المرحلة، بالإضافة إلى ارتفاع مُعدّل لياقته، ويُحاول المراهق ضبط انفعالاته واستجاباته، والسعي إلى تكامل جوانب شخصيّته، وتحمُّل المسؤوليات، وتتكوّن لديه مهارة القدرة على اتّخاذ القرار بشكل مُستقلّ، وتحديد أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، كما يزيد اهتمامه بتحقيق التّوافق الاجتماعيّ والذاتيّ، وتتبلور في هذه المرحلة القيم الاجتماعيّة والدينيّة.
يتغير في مرحلة المراهقة المظهر الخارجي لدى الفتيان والفتيات بشكل كبير. في هذه السن يحصلون على خمسة وعشرين بالمئة من طولهم، ونحو أربعين بالمئة من وزنهم النهائي (هذا بافتراض أنهم لا يغيرونه بطرق طبيعية أو غير طبيعية)، كما أنهم يعيشون تغيرات فيزيولوجية أخرى.
تغيرات بارزة في سن المراهقة
تعيش الفتيات في سن المراهقة تغيرات بارزة مثل توسع منطقة الوركين، ظهور حب الشباب، الجلد الدهني، نمو الثديين، نمو الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين وعلى الرجلين، كما يلحظون حصول البلوغ الجنسي. هذا البلوغ يتجسد، بشكل أساسي، في بدء ظهور الدورة الشهرية الأولى وإنتاج الهرمونات الجنسية مثل الأستروجين والبروجسترون. ويلاحظ أن الدورة الشهرية الأولى تظهر اليوم عند الصبايا في سن 12 عاما، وفقط بعدها بسنتين تبدأ بالظهور بشكل منتظم. إن لم تظهر حتى سن 14 عاما، أو إن لم تنتظم بعد سنتين من ظهورها، فيجب مراجعة طبيب الأمراض النسائية.
يعيش الفتيان في سن المراهقة تغيرات فيويولوجية كالتغير في حدة الصوت حيث يصبح أجش، ظهور حب الشباب، نمو الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين، وعلى الصدر والوجه وقذف المني اللاإرادي خلال النوم. هذا البلوغ الجنسي يترافق مع ازدياد حجم الأعضاء التناسلية، إنتاج حيوانات منوية وإنتاج هرمونات جنسية مثل التستيسترون والأندروسترون. عملية البلوغ الفيزيولوجي لدى الفتيان تبدأ في سن 10 سنوات، وإن لم يحصل ذلك حتى سن 14 عاما يجب مراجعة طبيب لفحص احتمال وجود مشكلة معينة في عملية النمو.